عصفور وسمكه

حلق العصفور فوق البحيرة المسحوره
مزهوا بصوته العذب
زقزق قليلا قليلا
انزعجت سيدة الأسماك فى البحيره :
مـــَن ذلك المغرور المعجب بصوته ؟!!!
أنت ... يــــــاأنت
رمقها بنظره ولم يعيرها انتباه ،
لكنها كانت ملأت قلبه وعقله .
أنتَ .. يــــاأنتْ
أيها الشادى هلا كففت عن شدوك ،
صوتك الجميل يزعجنى ،
يقض مضجعى ،
إمض إلى حال سبيلك
ولا تغرد فوق بحيرتى المسحورة ثانية .
ومرة اخرى لم يعيرها انتباها .
عصفور غريد !!
وسمكة فى عالمها المسحور -
رف بجانحيه منطلقا نحو السما
غاب فى السحب قليلا
ثم عاد واقـْــــترَب
وإقـْــــــــترَب
إقـْـترَب
رشف بمنقاره من ماء بحيرتها
طار وارتفع
عاد واإقـْــــترَب
توقــَّـــعـَتْ
فكانت هناك
تحت منقاره
قبلته وهو يرتشف من مائها
ترنح فى الفضاء
يالها من سـَــكـْـرة ٍ
وغاصت
غاصت
فى مائها بغير هدى
سـَـكـْرى
ياله من عصفور!!!!
إندفعت بكل قوتها اليه
طارت فى الهواء
إندفع بكل قوته إليها
غاص فى الأعماق
غرقت فى الهوى
غرق فى بحر الأحزان
عصفور !!
سمكه!!!
صوته أزعجها
نعم الحب مزعج
والعشق مزعج
إلى أن يشي به الأريج
فيحصل على مراتب أخرى ليس من بينها الازعاج
هى من تعرف وحدها انها ذاهبة الى قدرها
كانت تبعده بدلال وكأنها تدعوه الى بحيرتها
إلى سحرها الى شفتيها
إلى شفتيه
حتى تتجرع كأسا كان مكتوبا
انه الحب يضعنا باحتراف فى المأزق
ويشطب بأقلامه العريضه على الحل
كل البلورات السحريه تملكها النساء
لمسه بطرف اصبعها تحول الكون الى ربيع دائم
ابتسامة بسيطه بحجم حرفين
تحيل حياتنا الى جنات
تجرى من تحتها انهار الروعه
ويغمرها الضوء المسال
ونطير فى الهواء
لنغرق فى الهوى